بمناسبة اليوم العالمي للتخلص من الأكياس البلاستيكية 

ورقة موقف بعنوان “مواجهة تلوث البلاستيك في فلسطين وعالمياً“،

اعداد: معهد الأبحاث التطبيقية -القدس (أريج)
3 حزيران 2024


مقدمة: تشكل تلوث البلاستيك تهديدًا بيئيًا خطيرًا يؤثر على النظم البيئية والحياة البرية وصحة الإنسان على مستوى العالم. تتناول هذه الورقة القضايا الحرجة المتعلقة بالاستهلاك والتلوث البلاستيكي المحلي والعالمي، مع التركيز بشكل خاص على الوضع في فلسطين بالتزامن مع اليوم العالمي للتخلص من الأكياس البلاستيكية.

اليوم العالمي للتخلص من الأكياس البلاستيكية: إن اليوم العالمي للتخلص من الأكياس البلاستيكية هو مبادرة عالمية في 3 حزيران من كل عام، تهدف إلى الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. تساهم هذه الجهود في تقليل التلوث وحماية الموائل الطبيعية والأنظمة البيئية مع تشجيع الأفراد والمجتمعات والحكومات على اعتماد بدائل مستدامة ودعم السياسات الصديقة للبيئة.

السياق العالمي:  لقد ارتفع إنتاج العالم من البلاستيك من 0.50 مليون طن في عام 1950 إلى 400.3 مليون طن في عام 2022، وذلك بدافع أساساً من الطلب على المنتجات ذات الاستخدام الواحد. أدت هذه الزيادة الدراماتيكية إلى تدهور بيئي كبير، حيث يتم تدوير أقل من 10% من نفايات البلاستيك عالميًا. تتراكم ملايين الأطنان من نفايات البلاستيك في البيئات الطبيعية كل عام، مما يشكل تهديدات جدية للتنوع البيولوجي والصحة العامة.

التأثير على البيئة والصحة: يُقدر أن 700 نوع، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض، تتأثر سلبًا بتلوث البلاستيك. الحيوانات غالبًا ما تبتلع البلاستيك أو تتشابك فيه، مما قد يؤدي إلى إصابات قاتلة. بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن جزيئات البلاستيك الصغيرة -الميكروبلاستيك -في المحيطات والتربة وحتى الهواء، مما يشكل مخاطر صحية خطيرة. تستهلك الحياة البحرية هذه الجزيئات، مما يؤدي إلى الأذى الجسدي ومشاكل التكاثر والضغوط الكيميائية الحيوية. عندما يستهلك البشر المأكولات البحرية الملوثة بالميكروبلاستيك، قد يتناولون مواد كيميائية ضارة تعطل الأنظمة الصماء، مما قد يؤدي إلى آثار صحية طويلة الأمد مثل الالتهابات، والتأثيرات الجينية السامة، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. علاوة على ذلك، تتراكم الميكروبلاستيك في التربة الزراعية، مما يظهر مسارات رئيسية يدخل من خلالها البلاستيك إلى السلسلة الغذائية ويفاقم من تأثيراته الضارة على الصحة والبيئة.

تلوث البلاستيك في فلسطين: في فلسطين، تؤدي البنية التحتية غير الكافية لإدارة النفايات والتحديات السياسية المستمرة إلى تفاقم تلوث البلاستيك بشكل كبير. يشكل البلاستيك حوالي 16.4% من النفايات الصلبة البلدية في الضفة الغربية و14.0% في غزة. أن توزع نفايات البلاستيك حسب القطاع، في فلسطين كالتالي:

  1. الأسر: حوالي 45-50% من إجمالي النفايات الصلبة يأتي من المصادر السكنية.
  2. قطاعات البناء والصناعة: تولد هذه القطاعات حوالي 20-25% من النفايات.
  3. القطاعات التجارية/المؤسسات: تساهم هذه القطاعات بنسبة 25-30% من إجمالي حجم النفايات.

تؤدي ندرة مرافق إعادة التدوير، إلى جانب القيود التي يفرضها الاحتلال، مثل الوصول المحدود إلى خدمات إدارة النفايات، إلى تحديات بيئية وصحية كبيرة.

الحلول والابتكارات: معالجة تلوث البلاستيك بناء على النهج الحديث لتقليل وإدارة النفايات:

  1. رفض استخدام البلاستيك لمرة واحدة: تطبيق تنظيمات صارمة لتقليل إنتاج واستخدام البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة. يشمل هذا الخطوة رفض البلاستيك غير الضروري وتعزيز السياسات التي تمنع استهلاكه.
  2. تقليل استخدام البلاستيك:
    • تعزيز البلاستيك القابل للتحلل: الانتقال إلى بدائل البلاستيك القابلة للتحلل والتسميد لتقليل مدة تلوث البلاستيك في البيئة.
    • التوعية والتثقيف: تنفيذ حملات واسعة لاطلاع العامة على تأثيرات تلوث البلاستيك وأهمية تقليل استخدام البلاستيك جنبًا إلى جنب مع إعادة التدوير وتقليل النفايات.
  3. إعادة الاستخدام وإعادة التدوير:
    • التقنيات المبتكرة: تطوير ونشر تقنيات جديدة لتحسين إدارة نفايات البلاستيك وتعزيز إعادة استخدام وتدوير مواد البلاستيك.
  4. إعادة التدوير:
    • تعزيز جهود إعادة التدوير: زيادة القدرة والكفاءة في برامج إعادة التدوير لضمان إعادة تدوير البلاستيك بدلاً من التخلص منه.

استراتيجيات محددة حسب القطاع في فلسطين:

  • الصناعة:  تطبيق قوانين ومعايير أكثر صرامة على نفايات البلاستيك وتعزيز الابتكارات في التغليف المستدام.
  • الزراعة:  دعم اعتماد المواد القابلة للتحلل والممارسات التي تقلل من الاعتماد على البلاستيك التقليدي.
  • الأسر:  تشجيع استخدام المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام والفصل السليم للنفايات من خلال التعليم العام، وحملات التوعية، والحوافز.

توصيات للعمل في فلسطين:

  • العمل الحكومي : تعزيز التشريعات لتقليل إنتاج البلاستيك وتحسين إدارة النفايات.
  • المشاركة المجتمعية:  دعم المبادرات المجتمعية لإعادة التدوير واستخدام المواد الصديقة للبيئة والقابلة للتحلل.
  • التعاون الدولي:  المشاركة في الاتفاقيات العالمية واعتماد أفضل الممارسات الدولية لتحسين استراتيجيات إدارة النفايات المحلية.

الجهات المسؤولة:

  • وزارة الحكم المحلي الفلسطينية
  • سلطة جودة البيئة
  • المجالس المحلية والبلدية
  • وزارة الزارعة
  • المنظمات غير الحكومية (NGOs) والشركاء الدوليون
  • المدارس والجامعات ومراكز الابحاث
  • القطاع الخاص

الخلاصة: مكافحة تلوث البلاستيك تتطلب جهودًا موحدة من الحكومات والشركات والمجتمعات والأفراد. من خلال الإجراءات الاستراتيجية والحلول المبتكرة، يمكننا تقليل الأثر البيئي للبلاستيك بشكل كبير.

المراجع:

  • برنامج الأمم المتحدة للبيئة، “مواجهة تلوث البلاستيك”، 2023.
  • الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، سلطة جودة البيئة، “تلوث البلاستيك في فلسطين”، 2023.
  • وزارة الحكم المحلي الفلسطينية، “كتاب بيانات إدارة النفايات الصلبة”، 2023.
  • Statista، “إحصاءات الإنتاج العالمي للبلاستيك والنفايات”، 2024.

مصدر الصورة: thequint.com